الجمعة 13 ديسمبر 2024

قلوب حائره الجزء الثاني

انت في الصفحة 320 من 400 صفحات

موقع أيام نيوز


وعدي 
فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد
كلمات ذكي ناصيف
وصل كارم بسيارته أمام منزل سيادة اللواء عز المغربي وما أن توقف بالسيارة حتي ترجلت سريعا تلك الحزينة التي هرولت بمشيتها قاصدة منزلها حيث وبسرعة البرق إختفت خلف جدرانهتنهيدة حارة خرجت من صدر ذاك الكارم تلتها زفرة قوية مع خبطة من كف يده علي مقود السيارة عبر من خلالها عن كم الضيق الذي أصاب داخله جراء حزن تلك الأيسل

أخذ نفسا عميقا هدأ به حاله ثم أدار عجلة القيادة وتحرك سالكا طريقه إلي منزله
هز رأسه بأسف وبملامح يكسوها الأسي حدث حاله 
لم يأتي يوما بمخيلتي أنني سأتعامل مع إحداهن بتلك الفظاظةلكن الفضل يرجع لك أيتها المتعجرفةأنت من إستدعيتي ماردي فلتتحملي إذا نتيجة أفعالك ولا تتذمري
وبرغم إقتناعه بما بدر منه لها إلا أنه شعر بنغزة غزت قلبه واصابته بالإستياءزفر بضيق واسترسل من جديد حديثه النفسي
يا إلهيما هذا التضارب الذي أصاب داخلي وجعلني مشوشا بشأن تلك المتغطرسة
واستطرد حديثه مذكرا حاله كي لا يلين قلبه ويشعر تجاهها بتأنيب الضمير
إنتبه وعد إلي رشدك يا رجل ولا تسمح لشعور الإستياء بأن يتملك منك ويهزمك
واستطرد ملقيا باللوم عليها
هي من بدأت بچرح كبريائك وكان تصرفك هو أبلغ ردا علي سخافاتها الغير مقبولة لديكفلما الحزن إذا كارم أنا لم أفهك حقا يا


________________________________________

رجل!
زفر من جديد ونفض من رأسه تلك الأفكار الغريبة علي شخصهثم تابع قيادته للسيارة محاربا تلك الأفكار التي تحاول غزو مخيلته من جديد وضل هكذا حتي وصل لوجهته
أما تلك التي أصبحت مشتتة العقل والكيان بفضل ما مرت به مؤخرا وتحديدا حاډثة رحيل والدتها التي هجمت علي حياتها كإعصار دمر بطريقه الأخضر واليابسصعدت الدرج علي عجالة تحت نظرات منال المتعجبة لأمرهادخلت إلي غرفتها وصفقت خلفها الباب
ألقت ما بيدها من حقيبة ومتعلقات شخصية فوق المنضدة الجانبية وهرولت إلي تختها وألقت بحالها فوقه بإهمال وبدون سابق إنذار أجهشت پبكاء مرير
كم كانت لكلماته المهينة لشخصها أثرا عميقا مؤلما توغل داخل روحها المتوجعةباتت تسترجعها بمخيلتها وكلما تذكرت إهانتاته المتعمدة زادت شهقاتها جراء دمعاتها وتألم قلبها الجريح
هبت واقفة وتحركت إلي مرأتها وباتت تتطلع علي هيأتها المزريةتطلعت علي وجنتيها الملطخة بسواد زينة عيناها التي ساحت بفضل دموعها وتسببت بفوضيتعمقت بعيناها الباكية وهزت رأسها بأسي
زاد بكائها حينما رأت حزنا عميقا مستوطنا بعيناهانظرت إلي ملامح وجهها واستغربتهاكم تشوهت أعماقها فأصبحت لا تشبهها بشئتعجبت كم الشجن الذي سكن ملامحها فحولها وما عادت بريئة كما قبلوكأنه غزو إحتل وإستوطن روحها فاستسلمت بكيان مهزوم لطغيانه وبات هو السيد
إستمعت إلي طرقات فوق البابعلي عجالة جففت دموعها وأسرعت لتفتح البابوجدته يقف بمقابلها بروحه الراقية وإبتسامته الهادئة التي تجلب الراحة والسکينة علي ناظريهتحدث إليها بمشاكسة 
ممكن أدخل
بإبتسامة خاڤتة حاولت أن تتواري خلفها أجابته 
إتفضل يا جدو
دلف وأغلق خلفه الباب وتحدث وهو ينظر لثيابها 
إنت لسة ما غيرتيش هدومك!
واستطرد بايضاح 
نانا قالت لي إنك وصلتي من أكتر من نص ساعة!
وقالت لك إيه تاني نانا خلي حضرتك تطلعي أوضتي علي غير العادة...نطقتها بضيق من إسلوب منال المتبع والتي أصبحت تبغضهفهي منذ إغتيال ليالي وإطلاعها علي رواية هؤلاء القتلة وبأنهم كانوا يترصدون لحفيدتها أيضا باتت ترتعب علي حفيدتها وتترصد لأفعالها وتبلغ بها إما ياسين إن تواجدأو عز ليقينها أنهما الوحيدان اللذان يستطيعا حماية تلك المتمردة من حالها
نظر عليها بأسي بعدما بات مشفقا علي حالها الذي وصلت إليه وأصبح مؤلما للجميعأمسك كفها الرقيق وتحرك بها حتي وصلا إلي تختها وجلسا علي طرفي الفراش ثم تحدث بنبرة لينة 
نانا بتحبك وخاېفة عليك
بس أنا مبقتش صغيرة علشان تعاملني بالطريقة دي يا جدو...نطقتها باعتراض ثم استرسلت بنبرة ساخطة عبرت من خلالها عن ڠضبها الذي أصبح ملازما كظلها 
يا جدو نانا بقت مركزة معايا بشكل مستفز وغير مقبول بالنسبة ليطول الوقت عيونها عليا وكأنها إتحولت لرادار بيراقبني لدرجة إني مش عارفة أخد راحتي حتي في أوضتي
تنهد لأجل حدتها بالحديث التي وأن دلت فإنما تدل علي إحتدام روحها وإصابتها بالسخط الخادأمسك كفها وتحدث بهدوء في محاولة منه بسحب ڠضبها الساكن داخلها
سيبك من منال وتصرفاتها اللي مضيقاكي وقولي لي مالك 
وإيه سبب أثار الدموع اللي في عيونك دي
تعمقت بعيناه ورغما عنها نزلت دموعها من جديد وأردفت بنبرة توحي بوصولها للمنتهي من الألم 
تعبانة ومش مرتاحة يا جدولا بقيت مرتاحة في حياتي ولا قادرة أتأقلم علي الكلية الجديدة ولا مع الطلبة 
واستطردت بنبرة بائسة
مابقاش فيه حاجة بتفرحني وتديني أمل إني أكمل
نفسا عميقا أخذه ذاك الرزين وتحدث بنبرة تحمل حنانا رائعا لحفيدته الأولي والغالية علي قلبه 
إنت اللي محيرة نفسك وعاملة فيها كدة يا سيلا
واستطرد محفزا إياها 
إنسي إمبارح وتخطي جروحك وبصي لقدامإفتحي قلبك وخرجي كل اللي فيه للدكتور النفسيإحكي له علي اللي تاعبك وواجع روحك
واسترسل لتحفيزها 
مش يمكن ترتاحي لما تنتظمي معاه في الجلسات
تنهيدة
 

319  320  321 

انت في الصفحة 320 من 400 صفحات