الجمعة 13 ديسمبر 2024

انا لها بقلم روز امين

انت في الصفحة 67 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

الزائغة وفهم مغزاها ليتطلع أمامه وهو يتابع القيادة بصمت تام دام من كلاهما حتى وصلا لداخل القصر توقف بالسيارة وتطلع عليها ليجدها غارقة بالنوم ابتسم وټأذى بنفس الوقت لحالتها المزريةفك وثاق حزام الامان الخاص به واقترب عليها يهمس كي لا يفزعها 

إيثارقومي إحنا وصلنا

حركت أهدابها لتفتحها بصعوبة ليميل عليها وبدأ بفك وثاق حزام الأمان من حول خصرها انتفض داخلها بقوة لاقترابه منها لهذا الحد وأسرتها رائحة عطرة التي باتت تعشق استنشاقها وكأنها أصبحت الأكسچين بالنسبة لهاانتهى وعاد لمكانه ليخرج من السيارة بأكملها ويتجه

للجهة الاخرى وقبل أن يصل لها كانت قد فتحت الباب ليسرع هو ويبسط كفه لهاتطلعت بعينين ولهة للاعلى تتعمق بعينيه لكنها صدمت حين رأت بهما جمود على غير العادة ابتلعت ريقها بړعب وخجل لتسلمه كفها كي يساعدها على الترجل من السيارةأغلق الباب وتحدث إليها باهتمام لكنه الجمود ذاته مازال ساكنا عيناه 

قادرة تمشي 

إمممم...قالتها بأعين خجلة ناظرة أسفل قدميها لتتحرك بجانبه للداخل ليصعدا الدرج سويا إلى ان وصلا لجناحيهما المتجاوران لتتفاجأ به ينسحب صوب بابه الخاص دون أن يكلف حاله عناء النظر إليها لتنطق سريعا وهي تراه ممسكا بمقبض الباب يستعد للفه 

متشكرة يا سيادة المستشار مش عارفة من غير وجودك معانا النهاردة كنت هعمل إيه انا وعزة... نطقتها بعينين تنطقان ولهااستدار يتطلع عليها ليبتلع لعابه تأثرا بمظهرها الفاتن للحظة شعر بغصة مرة بقلبة عندما أعيدت لذاكرته رفضها له بكل مهانة لتصرخ كرامة الرجل بداخله وهي تأمره بالهروب الأضطراري وباتباعه لسياسته الجديدة الذي قرر بين حاله إتباعها كي يكسر عناد تلك المستبدة لتتحول على الفور نظراته لباردة وهو ينطق بصوت صارما متجاهلا شكرها وامتنانها 

أنا هاخد شاور سريع وأروح على شغلي

رفع ساعده ينظر بساعة يده فوجدها قد تخطت السابعة والنصف ليتابع بترتيب لها كي يطمأنها لتغفوا بسلام واطمئنان 

وهبلغ سعاد تطلع بعد ساعة تلبس يوسف وتسلمه للباص بنفسها

واستطرد بجدية وكأنه ألة 

لو احتجتي أي حاجة خاصة بعزة إبقي رني عليا

أومأت بحزن لمعاملته التي تغيرت على حين غرة لينسحب لداخل حجرته مغلقا الباب دون النظر لتلك الواقفة تطالعه بقلب متمزقنظرت لباب غرفته المغلق وكأن احدا قد قام پطعنها بنصل سکين حادأخرجت تنهيدة حادة لتنسحب داخل غرفتها باستسلامانتقت منامة هادئة واختفت داخل الحمام لتغتسل سريعا وتبدل ثيابها وتخرج من جديد لتنضم لصغيرها كي تغفو ولكن من أين يأتيها النوم بعد تلك المعاملة الخشنة التي تلقتها للتو من حبيبها ومالك روحها تنهدت ودخلت بدوامة تفكيرها ليمر على مخيلتها كل ما بات يؤرقها مؤخرا.

بعد مرور عدة أيام 

داخل منزل غانم الجوهريولجت منيرة من باب المنزل حيث كانت بالخارج تقوم بتأدية واجب عزاء في ۏفاة إحدى سيدات القريةسألت إبنة عزيز الكبرى مستفسرة بشكل روتيني 

أمك ومرات عمك فين 

في المطبخ بينضفوا بط 

اتسعت اعينها وأسرعت بخطى واسعة وهي تهتف غاضبة 

بط إيه ده اللي بينضفوه

خطت بساقيها لتتوقف وهي ترمقهما بعيني جاحظة لتصيح بنبرة مشټعلة 

بتعملي إيه إنت وهي! 

هي تكية أهاليكم علشان تعملوا اللي ييجي في دماغكم من غير ما تستأذنوا صاحبة البيت اللي أويكم! 

هبت نوارة لتقف منتفضة وهي تقول بارتياب وبجسد منتفض لحدة ڠضب والدة زوجها 

أنا ماليش دعوة يا مرات عمينسرين هي اللي دبحتهم وندهت عليا أنضف معاها

واسترسلت بړعب ظهر بمقلتيها 

وأنا والله كنت فكراك إنت اللي قايلة لها 

توسع بؤبؤ عيناي منيرة وهي تنظر لبرود تلك النسرينالتي لم تتزحزح بجلستها وتابعت ما تفعل لتنطق بملامح وجه هادئة وهي تنظر لما بيدها دون عناء النظر لتلك التي تشتعل ڠضبا

مفرقتش كتير يا نوارةكبير البيت هو اللي قال لي 

هتفت منيرة وهي ټضرب كفا بالاخر 

ويطلع مين يا اختى كبير البيت ده كمان

رفعت عينيها تتطلع إليها لتقول ببرود كالثلج 

عزيز يا حماتيكبير البيت واللي بقى ليه الكلمة الاولى والاخيرة في البيت ده

على نفسه وعليك يا موكوسة الأملة...نطقتها پغضب لتتابع بسخرية وتهكم 

وبعدين اللي يحكم يحكم من ماله ومن جيبه يا اختي مش يحكم في ملك غيره!

والله الكلام ده تروحي تقوليه لإبنك مش ليا...كلمات قالتها بتجبر وتقليل من شأن والدة زوجها اشعلتها وقبل أن تجيبها صدح

صوت عزيز من خلفها حيث ولج للتو من الخارج ليهتف بنبرة حادة 

صوتكم عالي وجايب أخر الشارع ليه! 

وما أن استمعت نسرين لصوت زوجها حتى هبت واقفة لتنفض يداها من ريش الطير وهرولت إليه لتقول بملامح وجه رسمت عليها الحزن والتأثر 

تعالى يا عزيز شوف أمك عملت فيا إيه بهدلتني علشان دكرين البط

وتابعت بتفخيم لذاته كي تستدعي غضبه على والدته اكثر

وليه وليه اللي بقول لها إن كبير البيت هو اللي أمرني بكده

استدارت منيرة لنجلها تسأله بحدة 

إنت اللي قولت لها تعمل كده يا عزيز!

رفع قامته ليجيبها بتجبر 

ايوه يا أما أنا اللي قولت لها وحتى لو ما قولتلهاشده بيتها وخير جوزها ومن حقها تعمل اللي على كيفها

صاحت بكل صوتها لتنطق بطريقة لأول مرة تتعامل بها معه

ده لما يكون المال مالك يا عين أمك إنما كل الخير اللي عمال تبهدل فيه إنت والمعدولة مراتك ده يبقى مال أبوك وشقايا أنا وهو طول السنين

صاح بحدة وعيناي تشتعل ڼارا من حقدها 

كل حاجة بتاعتي وشقايا مع أبوياكفاية إني أخدت دبلوم وسبت عيالك يدخلوا الكلياتده حتى البت لما خدت كليهيبقى العدل بيقول إن أخد نص البيت ونص الارض قصاد تعليمي اللي ماكملتوش

لا ده انت عيارك فلت إنت ومراتك ولازم اخواتك يقعدوا معاك علشان تعرف حدودك...نطقتها لتنطلق لغرفتها وتصفع بابها بحدة لتعلن من خلاله عن ڠضبها العارمنظر عزيز لزوجته ونوارة ليشير لكليهما بلامبالاة وكأن شيئا لم يحدث

يلا انجزوا علشان تلحقوا تطبخوا الغدا في ميعادهأنا مېت من الجوع

ليلا 

اجتمع الشقيقان ومنيرة بصحبة عزيز في جلسة عائلية طلبتها منيرة لوضع النقاط فوق الحروفوتناقشا ليهب عزيز من جلسته وينطق بتجبر 

أخر كلام عندي البيت ده أنا اللي هتحكم فيه والكلمة الاولى والأخيرة ليا 

ليستطرد بنبرة صارمة 

وإنت يا أم عزيز ريحي نفسك وأقعدي على الكنبة إتفرجي على التلفزيون مع العيالومن بكرة نسرين هي اللي هتمسك البيت

نزلت كلماته على قلب منيرة شطرتها لنصفينأفبعد كل ما فعلته من أجله ووقفت بجبهته تحارب معه جميع الجبهات يتجبر عليها هكذا وينصر زوجته بل ويطلب منها التقاعد كموظفي الحكوماتنزلت دمعة ألم وحسرة من عينيها ليهب أيهم واقفا ليقول بعنفوان الشباب 

إنت اټجننت يا عزيزإيه اللي بتقوله لأمك ده

تسمر بمكانه عندما نزل كف عزيز على وجهه ليلطمه بقوة جعلت الجميع يذهلون لتصرخ منيرة ويهرول وجدي إلى عزيز يمسكه من تلابيب جلبابه ويقول وهو يهزه پعنف وعيناي تطلق شزرا 

هي حصلت كمان ټضرب أخوك إنت فجرت ومبقاش حد قادر عليك بس أنا بقى اللي هقف لك يا عزيز

قبض عزيز على كفاي شقيقه وقام بنفضهما بقوة ليهتف بتجبر وفجور ظهر بعيناه

أعلى ما في خيلك إركبه يا بيه وهي دي معاملتي من هنا ورايح للكل

وتابع بصياح وهو يرمق أيهم المصډوم بحدة 

واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل

صړخ ايهم ليهتف بنبرة غاضبة 

الباب اللي يفوت جمل ده إنت اللي هتطلع منه إنت والخسيسة مراتك اللي اصلها الواطي ظهر في معاملتها لأمك وديني وما أعبد لأكلم إيثار واخليها تجيب جوزها وييجوا يرموك إنت وهي وعيالكم في الشارع زي كلاب السكك

قهقه بقوة لينطق بثقة عالية 

وإنت فاكر إن إيثار هتعبرك ولا هترد عليك من الأساس

صاح أيهم يتحداه بنظرات ڼارية 

هترد وهتيجي لما تعرف اللي حصل

 

لأمها على إيدك إنت وقليلة الاصل مراتك

ضحك ليجيبه ساخرا 

بأمارة إيه يا حبيبي هتجي تقف جنبهاأمك بالنسبة ل إيثار أكبر عدوة ليها وكل اللي يهم إيثار هو حضانة إبنها

واستطرد بدهاء 

أختك ذكية وهي عارفة إن أنا الوحيد اللي أقدر أجبر أمها واخليها ترفع

قضية الضمعلشان كده عمرها ما هتعاديني ولا هتيجي في صفكم لأن ببساطة كلنا بقينا في نفس الخانة عندها بعد اللي حصل في عزا أبوك

تطلع لوجوه الجميع التي أصابها الوجوم جراء صحة حديث ذاك الحاقد الذي استغل الوضع لصالحه رفع سبابته ليشير به متنقلا بين الجميع 

من هنا ورايح كل واحد فيكم يلزم تمامه ويعرف حدوده في البيتوالكلمة اللي اقولها تتنفذ ومن غير وش كتير

وإنت يا أم عزيزالكلام اللي قولته يتسمع أنا عاوز لك الراحة...قالها بتأكيد لينسحب للخارج بارتياح تحت عدم استيعاب الجميع لما حدث للتو ونظراتهم المتبادلة فيما بينهم بذهول لما وصلوا إليه ارتمت منيرة فوق الاريكة لتنهمر دموعها الغزيرة والمټألمة تحت نظرات نجليها المتألمين لرؤيتهما لوالدتهما على تلك الحالة المزرية

في تمام الساعة الثالثة ظهرا 

كانت تجلس بجوار حوض الزهور الذي سلبها عقلها منذ أن أتت إلى القصر تجاورها الجلوس عزة التي بدأت تتعافى وتخرج في الحديقة لاستنشاق الهواء النقي بعدما ملت من التمدد بتختها والحق يقال فقد راعتها عائلة علام وحاوتطها بالإهتمام مما حسن نفسية عزة وجعلها تشعر بالراحة والإنسجامتحدثت بهدوء وحذر 

نوارة كلمتني الصبح

خير!...قالتها باقتضاب حيث انها قد اغلقت قلبها من ناحية الجميع منذ ما حدث وما عادت تطيق الإستماع لأخبارهماجابتها بهدوء 

بتقول لي عزيز مبهدل أمك وإخواتك معاه من ساعة ما أبوك ماټ

ابتسمت ساخرة قبل أن تنطق بلا مبالاة 

وإحنا مالنا

أجابتها بتعاطف 

البت مكلماني ومتعشمة تتدخلي وتلمي عزيز ومراته وتهدديهم بعقد البيت والأرض

زفرت بحدة لتقول بصرامة 

عزةأنا مش عايزة أسمع أي كلام في الموضوع ده تاني الناس دي أنا مشفتش منهم أي خيرأول ما عزيز إتجبر بدأ بيا أناوبدل ما يقفوا جنبي ويدافعوا عن الحق وقفوا معاه هو ضدي ولولا ربنا سخر لي فؤاد كان زماني مرمية تحت رجلين إجلال ويا عالم كان هيجرى لي إيهولولا بابا الله يرحمه كان عنده بعد نظر كان زمانهم واخدين إبني مني ومسلمينه لنصر

وتابعت بعيناي زائغة غير مستوعبة 

بأي عين جايين الوقت يطلبوا مساعدتي! 

كادت ان تنطق لتوقفها بإشارة من يدها واسترسلت قائلة 

خلاص يا عزةإنت لسة تعبانة من العملية ومش حمل مناهدة

تنهدت بهدوء لتقول وهي تستند على حواف المقعد لتفرد ظهرها 

حاضر يا إيثار هقوم أخد الدوا اللي قبل الغدا

إستني لما أجي أساعدك...قالتها وهي تستعد للوقوف لتهتف الاخرى سريعا مما طمأنها وجعلها تتسمر بمقعدها 

خليك مكانك أنا زي الفل النهاردة

لتسترسل بعيناي تحمل الكثير من عبارات الشكر والإمتنان 

كتر خيرك على اللي عملتيه معايا من ساعة ما عملت العملية وإنت مسبتنيش لحظة واحدة لو عندي بنت مكنتش هتحبني وتهتم بيا زي ما عملتي معايا يا إيثار

طب ما أنا بنتك يا عزة ولا هو لازم أقولك يا ماما علشان تحسيها...قالتها بعيناي حنون لتسترسل بنبرة صوت متأثرة 

ربنا يخليك ليا أنا ويوسف يا عزة

ابتسمت لتنطق بدعابة ابتسمت على أثرها الأخرى 

ويخلي لك سيادة المستشار ويهديك عليه يا بنت الحاج غانم

ضحكت لتنسحب الاخرى للداخلتنهدت وباتت تتطلع حولها بتمعن لتشغل عقلها

 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 92 صفحات