الأربعاء 18 ديسمبر 2024

سلسه الأقدار كامله

انت في الصفحة 8 من 366 صفحات

موقع أيام نيوز


عارما بالسعادة كالأدمان تماما تعلم أنه هلاكك و لكنك ترفض التعافي منه 
نورهان العشري 
صباحا كان الوضع هادئا خصوصا من جانب جنة التي أتخذت الصمت منهجا منذ البارحه و أن حاولت فرح الحديث معها تصطنع النوم حتي تهرب لا تعرف إلي أين قد يوصلها ذلك الهروب و لكن لم تكن تملك خيار آخر فما تواجهه أكبر بكثير من قدرتها علي التحمل 

أمتثلت بهدوء إلي أوامر الطبيب بضرورة تناولها الطعام و الأدوية بإنتظام حتي يشفي جسدها فودت لو تسأله فهل يوجد دواء للروح المعذبه حتي تشفي أم ستظل جريحه متألمه لبقيه حياتها ! 
كانت فرح تشعر بالإختناق من هذا الصمت المحيط بهما و الذي يتنافي مع كل ذلك الضجيج برأسها فبلحظه إنقلبت حياتهما
رأسا علي عقب و لا تعلم ماذا عليها أن تفعل و شقيقتها بقدر ما تشفق عليها فهي غاضبه
منها و بشدة و لكن لا تستطع الحديث فحالتها لا تحتمل شيئا آخر 
كان الهدوء من أهم الصفات التي تميزها و الآن هي تمقته تريد الشجار الصياح تريد أن تجلس وسط ضوضاء كبيرة حتي تلتهي و لو قليلا عن الضوضاء التي تكاد تنخر عقلها
زفرت بقوة قبل أن تلتفت إلي شقيقتها قائله بنبرة هادئه نسبيا 
أنا هروح أجيب حاجه سخنه أشربها من الكافيتريا أجبلك معايا 
هزت جنة رأسها بالرفض و هي تقول بنبرة مبحوحه 
لا شكرا مش عايزة أنا هحاول أنام شويه 
أومأت برأسها و توجهت إلي الخارج و هي تحاول أن تتنفس بشكل منتظم و تهدء من توترها قليلا حتي تستطيع التفكير برويه 
كان سليم يطالع الجياد بنظرات ضائعه و ملامح باهته كبهوت كل شئ حوله فرائحه المۏت تحيط به في كل مكان و الحزن ينخر أنحاء جسده و لا طاقه له برؤيه أحد و لا الحديث مع أحد و لكنه مجبر علي الوقوف بين الجموع ليأخذ واجب العزاء الذي كان ثقيلا عليه كثقل شاحنه ضخمه تمر فوق قلبه فللآن عقله لا يستوعب ما حدث و فقدانه أخاه و لكن مشهد الناس من حوله يذكره بفجيعته الكبري التي يحاول تناسيها بشتي الطرق حتي يستطيع التنفس بسهوله و لو لثوان 
شعر بيد قويه تسقط فوق كتفه فعرف صاحبها علي الفور فقد كانوا ثلاث اضلع لمثلث العائله التي تعتمد عليهم كليا و الآن فقد المثلث أحد اضلعه فإختل توازن الضالعين الآخرين و لم يتبقي لهم سوي الإستناد علي بعضهم البعض حتي لا يسقطا و يسقط معهم الجميع 
تحدث سالم بهدوء لا يشعر أبدا به 
الهروب عمره ما كان حل يا سليم 
فطن سليم إلي ماذا يرمي أخاه فأخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بنبرة متحشرجه
مش هروب يا سالم أنا بس بحاول افهم أنا واقف وسط الناس مستنيه يطلع من أي مكان ييجي يقف جمبنا زي ما أتعودنا نكون جمب بعض إحنا التلاته 
أطبق سالم جفنيه يحارب دموعا تقاتله بضراوه حتي تظهر للعلن فقلبه لم يعد يتحمل ذلك الألم الرهيب الذي يعصف به و لكنه مجبرا علي التماسك في حين إنهيار الجميع من حوله لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بتأثر 
دا قضاء ربنا و قدره و إحنا مؤمنين بالله 
سليم بقله حيله
لا إله إلا الله أنا مش معترض والله بس مش قادر أصدق عقلي مش مستوعب 
سالم بفظاظه
عشان كدا بتغلط يا سليم !
ازداد عبوس ملامحه و هو يقول بإستفهام
تقصد
إيه 
سالم بتقريع خفي 
إلي حصل في المستشفي غلط و مينفعش يتكرر
تاني !
زفر سليم بحدة قبل أن يقول پعنف مكتوم 
غلط ! و إلي حصل لحازم علي أيدها كان صح !
سالم بخشونه و قد إسودت عيناه من الڠضب 
مفيش حاجه من إلي حصلت كانت صح ! بس مينفعش نعالج غلط بغلط اكبر 
سليم بحنق 
يعني أخويا ېموت بسببها و أسيب الهانم تعيش حياتها عادي 
سالم بنفاذ صبر 
إيه عرفك أنها السبب في
إلي حصله 
سليم باندفاع 
البنت إلي قالت 
قاطعه سالم پعنف 
تعرف منين أنها مبتكذبش معاها دليل شفت بعينك إلي يخليك تصدقها !
زفر سليم بحدة و لم يجيب ليواصل سالم حديثه الصارم 
إحنا مش ظلمه
يا سليم لازم نتأكد قبل ما نخطي أي خطوة أرواح البني آدمين مش لعبه في إيدنا
إزداد غضبه من حديث أخاه فصورتها المدمرة لازالت عالقه بذهنه منذ البارحه و الظنون تتقاذفه بكل الجهات فتارة يشعر بشفقه خائڼه تتسلل إلي قلبه تجاهها و تارة يشعر بأنه يود لو يذهب ېحطم رأس تلك الحقېرة التي تسببت في فجيعتهم لذا قال بهياج
و هنتأكد امتا و إزاي و علي ما نتأكد هنعمل معاها إيه 
سالم بغموض 
كل شئ بأوانه و خليك متأكد إني مش هسيب تار حازم و لو بعد مليون سنه 
أوشك سليم علي الحديث فأوقفه سالم بنظرة محذرة و هو يضيف بصرامه 
هتبعد عن طريق
 

انت في الصفحة 8 من 366 صفحات