الأحد 24 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت الجزء الثاني

انت في الصفحة 4 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

يصلها لحد الاختناق لا تعلم ماذا فعلته من ذنب ليكون مصيرها الوحدة والعڈاب..
اما عن سراج فوجد الوضع داخل المشفى لا يبشر بخير وبالاخص بعد ظهور نور ولذلك قرر ايقال عائلة خطيبته ووقف بجانب فاروق يخبره بأن وجودهم بالمشفى الان لن يجدي نفعا وهو أيضا مريض ولم يتحمل العناء فسيصلهم إلى المنزل ثم يعود ثانيا لصديقه ويظل جانبه وموافقه فاروق الرأي وودعت حياة عائلتها وعاد تجلس بشرود بجانب خديجة
التي ضمنها بذراعها وحاوطت ميلانا بذراعها الآخر وقال بصوت منكسرا حزينا على ما حدث مع ولدها وقالت بعفوية
معرفش كان مستخبي لينا ده فين اللهم لا اعتراض على حكمتك يا رب ثم اردفت قائلة بطيبة قلب 
في عز فرحتنا تتحول لكابوس كده يارب نجي أسر يارب ورده لينا ردا جميلا يا رب
أمنت كل من حياة وميلانا على دعائها بينما أكملت خديجه حديثها بسلاسة وهي تنظر لحياة
اوعي تصدقي كلمة عن سليم نور دي مچنونة وكانت عاوزة توقع الأخوات في بعضها بس هقول ايه مسكينة خسړت كل حاجة في لمح البصر ربنا يعوضها خير
وقف سليم في ذلك الوقت أمام والدته وهتف بألحاح يريد تفسيرا صريحا عن ما فعلته نور بغيابه توترت ميلانا وابعدت أنظارها عن التطلع لسليم أما والدته قالت بتلجلج 
يا بني ده موضوع وخلاص عدا وراح لحاله هي بس قالت أي كلام لم خسړت الجنين وكمان استئصلت رحمها
شهقت حياة پصدمة وأشفقت على نور ولكن أصرار سليم كان أقوى لتسترسل خديجة حديثها تقص عليه ما فعلته نور مع أسر في آخر يوم ألتقت به هنا داخل المشفى وكل ما مر عليهم بذلك اليوم العصيب..
لم يستعب سليم ما فعلته نور ولكن طالع حياة بنظرات واثقة يعانقها بمقلتيه الدامعة لعله يجد بهما اتهاما متوجها إليه او تفسيزا لما أتهمة به نور ولكن لم يجد داخل خضرويتها إلا الاحتواء والأمان فهي تصدقه ولن تنتظر منه تبريرا على ما قيل.
تنفس حينها سليم الصعداء ويود الآن أحتضانها بكل ما أوتي من قوة ولكنه تراجع عن ذلك وجال بعقله الخۏف من الخطوات القادمة فهو على حافة الهوية الآن ولم يعود لذلك الطريق رجوع دار وجهه غاضبا وقرر أن يختلي بشقيقه يرأه ويتحدث معه لعله يصدقه ويستمد منه القوة فيما هو مقبل عليه.
بعدئذ ارتدا زي المشفى المعقم وولج لغرفة العناية يتفقد شقيقه الممدد بجسده أعلى الفراش الأبيض دون حراك وأسلاك الأجهزة الطبية محاطة به من كل جانب دنا منه بخطوات حذره وجلس على ركبتيه بجانب الفراش ثم وضع كفه تلامس بكف صغيره فهو لم يكن له مجرد شقيق وحسب انما هو طفله البكري وصديقة الحنون ورفيقه الصبور على عناده هو وحده الذي يستطيع امتصاص الڠضب من داخله عندما يطالعه ببسمته البشوشة القادر على تبديل حاله من العبس إلى السعادة.
نكس براسه خجلا وهو يقول بصوت واهن ودموع تنهمر بغزارة دون توقف فهو بحاجة للبكاء والصړاخ داخله حمم بركانية يجاهدا في التحامل والتغاضي عن كل شيء واي شيء من أجل رؤية عيناه تطالعه بحب كما كان تمنى لو كانت الړصاصة تصيبه هو وليس شقيقه الساكن لا حولة له ولا قوة.
خرج صوته معتذرا وكأنه وتركه يستريح فهو يبدو عليه الإرهاق صعد عبدالله درج السلم ليصل حيث شقته التي بطابق الثاني دس المفتاح في المزلاج وولج لداخل صائحا لزوجته عقيلة أن تترك ما تفعله بالمطبخ وتاتي إليه في حال
اتاها صوت زوجها الجمهوري وهو ينادي بأسمها فتركت طشة الملكوية وأغلقت الابور ثم سارت بخطواتها السريعة تجيبه بودية 
انت شرفت يا معلم
تعالي اقعدي يا عقيلة أسمعي اللي
هقولك عليه 
نكرم الضيف يا عقيلة أحنا ولاد بلد ونفهم في الأصول
حاضر يا معلم هخلص طشة الملوخية وهبعت له الاكل مع بنتك
دار وجهه داخل المنزل بحثا عنها ثم قال
ألا هي فين زمردة مش شايفها 
هتكون فين غير في أوضتها بتقيس التوب الجديد اللي جابته من عند الخياطة تريز 
عادت عقيلة المطبخ لإكمال طبختها بينما غادر عبدالله المنزل بأكمله ليقف في دكان البقالة خاصته وبعدئذ انهت اعداد الطعام وضع الصينية النحاسي المدورة وسكبت صحن من الملوكية بجانبه وضعت صحن اخر من الباذنجان المخلل وصحن به حبتين من البنادورة ورغفين من الخبز الطازج التي أعددته هي بنفسها ثم هتفت منادية لابنتها لكي تأتي إليها مهرولة في ثوبها الجديد الذي ينسدل على ألماني خبطي عليه ياخد الاكل وتعودي طوالي بلاش لكاعة
أزدادت أشراقا واتسعت أبتسامتها ثم سحبت خصلة من شعرها الأسود اللامع لتجعلها تتطاير على وجنتها ثم امسكت بالصينية بين كفيها وسارت بخطوات متهادئة ونظرات براقه تريد أن ترا هذا الشخص الأجنبي الذي سكن منزلهم لم تستطع طرق الباب بكفيها وقفت لحظات أمام باب الشقة ثم اتتها فكرتها بأن تطرق الباب بقدمها منما جعلتها ترفع ساقها اليمنى وتميل بها للأمام تقرع باب الشقة مرتين متتاليتين.
كان ألبرت يضع ثيابه داخل خزانة الملابس في ذلك الوقت وعندما استرق السمع لدقات أعلى باب الشقه ترك ما كان يفعله وذهب لفتح الباب ليتفاجئ بفتاة شابه جميلة في مقتبل العمر طالعها بدهشة لتدلف ذات الغمازتين وساحرتيها السوداء التي تطالعه من رأسه إلى اخمص قدمه وابتسامة رقيقة تزين ثغرها المنتكز كحبات الكريز قالت بصوت رقيق 
سعيدة يا خواجة انا زمردة
تبسم لها بود وردد قائلا
صباحك سعيد زمردة أنا ألبرت
أشار بعينيها لكي يبتعد من طريقها وتدلف لداخل وهي حاملة لصنية الطعام افسح لها وجدها تضعها أعلى الطاولة الصغيرة وهي تقول
نينه باعته ليك الأكل ومنبهة عليا ولو احتاجت أي حاجة اطلع اطلبها دوغري
اشتم رائحة الطعام الشهية وجلس بالمقعد حول الطاوله وجلست هي الأخرى تخبره بما طهته والدتها
دي ملوخية دوقها هتعجبك كتير
احتار كيف يتناولها دون ملعقة فقد ظن بأنها حساء ولكن وجد زمردة تقضم قطعة خبز وتضعها بين أطراف اصابعها ثم غمستها بالصحن وهي تقول بتلذذ الطعم وتلوك الطعام داخل فمها
الملوخية بتتاكل هم كدة يا خواجه يلا امسك وكل
أعطته الخبز ليفعل مثلما تفعل هي وهو يشاركها الابتسامة والمرح على حديث وعفوية تلك الساحرة الصغيرة التي اقټحمت منزله فجأة وتبادل بينهما أطراف الحديث منما جعل زمردة منبهرة بهذا الشاب الوسيم المثقف وكان لديها ميول للتعلم كل أمور الحياة بخارج مصر ورسمت أحلاما وردية تتمنى الزواج من ذلك الشاب الألماني وتسافر معه لترا بلدة أخرى وتعيش حياة غير التي أعتادت عليها.
توالت الايام على وجود ألبرت داخل أرض المحروسة وتوطدت علاقته ب زمردة التي نشبت بينهما أعجابا من كلاهما وهي من جعلته يتفتل بشوارع القاهرة وكان ممنونا لها ما تفعله من أجله فقد كانت تغادر منزلها خلسة دون علم والديها بأنها تتفتل مع ذاك الشاب الألماني الذي خطڤ قلبها منذ أن وقعت سوداويتها على بحور عينيه السماوية البراقة التي تشع بالحب والألفة.
وعلم في ذلك الحين موعد المزاد العلني لبيع قطعة الآثار الفرعونية النادرة والتي جاء من بلدته من أجل اقتناءها دع زمردة بأن تذهب معه ولكنها رفضت بسبب الازدحام في ذلك المكان العلني وقررت انتظاره في شرفة غرفتها تنتظر عودته وهي تتطلع للمارة هنا وهناك داخل الخان..
حصل ألبرت بالاخير على هدفه الذي جاء من أوربا لأجله وعاد إلى مسكنه بفرحة عارمة اما عنها فعندما رأته يسير داخل الحارة ركضت مسرعة تغادر غرفتها ثم سارت بخطوات بطيئة لكي لا تمسك بها والدتها وغادرت المنزل بأكمله تهبط درجات السلم ركضا وتطرق باب شقته ليفتح لها ويلتقفها في أحضانه يبث لها فرحته اقتناء التمثال ودار بها داخل الشقة مثل الرياح المتطايرة بخفة وتداعبهما وتتخبط بهما في لطف ثم انزلها برفق وهو يقول بلكنة المصرية 
منون لك زمردة على كل ما فعلتيه من أجلي حصلت على التماثل ووجب
عليا العودة إلى برلين
انتابها حالة من الحزن تقلصت ملامح وجهها وكادت ان تبكي فقد حان عليهم موعد الفراق شعر هو بحزنها امسك ذراعيها وجعلها تنظر له ليقول لها بصدق مشاعر
أسعد لحظات عمري قضيتها هنا بالخان برفقتك يا صغيرة
ردت بضجر صغيرة
تبسم في حب وعاد يكمل حديثه
أجل صغيرة سحرت 
مرت ثلاث ليالي على وجود ألبرت على متن الباخرة العائدة إلى برلين وهو سعيدا بتلك الايام الماضية التي قضاها برفقة زمردة داخل شوارع المحروسة كانت البسمة تنير وجهه وهو يتذكر الفتاة الجميلة التي سړقت لب قلبه بعفويتها وخفة ډمها وجمال ملامحها الشرقية الفاتنة فقد كانت قصيرة القامة ذا جسد ممشوق ابيض بعيون سوداء كسواد الليل وشعر طويل كاحل يتعدا نصف ظهرها كلما نظر للسماء الهادئة بسحبها البيضاء راء وجه محبوبته كالنجمة اللامعة بين النجوم قمرا منيرا عكمة السماء مثلما أنارة ظلمة قلبه وسكنته بعدما كان خالي القلب. 
لم يشعر بملل تلك الأيام فقد كان دائما الانشغال بما راء بمصر وطيبة شعبها وودهم الذي لاقاه بينهم والألفة والمحبة التي توجد بين الاناس والجدعنة والشهامة الذي وجدها من والدي زمردة. 
والان عاد إلى موطنه وهو على وعده بأن تنتظره سوف يلتقي بها ثانيا ويعود إليها كما حلموا سويا فقد نشبت بينهما قصة حب يريد تكليلها بالزواج.
عندئذ وقفت الباخرة في ميناء هامبورج واستل ألبرت حقيبته ووضعت قبعة رأسه ثم ترجل من الباخرة ومنها غادر الميناء بأكمله ليجد سيارة تقله إلى قصره.
وفي غضون دقائق كان يعطي السائق نقوده لكي ينصرف وهو أكمل خطواته للولج لداخل حديقة القصر وجد الظلام يعم بالحديقة وكل شيء حوله مظلم تماما سار بخطوات أوسع وهو يتلفت حوله في دهشة لما القصر معكم بالظلام الدامس.
عندما وصلا لباب القصر تفاجئ به مفتوحا على مصرعيه وهذا ما جعله ينتاب قلقا وخطواته تبطئت فجاءة عندما صړخ مناديا للخدم ولم يجيبه أحد والرؤية منعدمة تحسس زر الإضاءة وفتحه ليجد القصر من الداخل منقلبا رأسا على عقب وسار پذعر مناديا والده ووالدته لتتعركل قدمة بجسد ممدد أرضا غارقا في دمائه شهق پصدمه وانحني يتفقد جسد من ذلك ليجد إحدى الخدم وعلى بعد مترا وجد الشاب الآخر وقف پصدمة يجول بعينيه في أرجاء القصر ليجد هنا وهناك كل من كان يعمل بالقصر لاق حتفه ركض بهلع ېصرخ بأسم والده 
أبي... أمي ... أين أنتم
فتح باب المكتب الخاص بوالده ليجد جثمان والده مغمض العينين وجالسا على مقعده خلف مكتبه والډماء تسيل من صدره بغزاره وجسد والدته ملقي أرضا بجانب المكتب مسجية على وجهها وبركة من الډماء حولها فاق من صډمته وركض إلى حيث والدته جسى جوارهاوالتقط جسدها بين ذراعيه يتفقد نبضها وأنفاسها
وهو ېصرخ هلعا وفزعا وړعبا عليها ولكن دون جدوى فقد فارقت روحها الحياة وضعها برفق وتوجها بقلب

انت في الصفحة 4 من 24 صفحات