الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قلوب حائره الجزء الثاني

انت في الصفحة 344 من 400 صفحات

موقع أيام نيوز


قيود واخرجت ما في قلبها ظنا منها أنه غير واعيا ولم يستمع لكلماتها
رغم ما يشعر به من ألام مپرحة لا يضاهيها شيئا بالكونإلا أن كلماتها نزلت علي قلبه كقطرات الندي التي تهطل علي الزهور في الصباح فترويها وتنعشها لتتراقص بمداعبة نسمات الصباح لها
بصعوبة بالغة رفع جفناي عيناه متطلعا بعيناها ثم إبتسم بخفوت تحت خجلها الشديدوتحدث مداعبا إياها بكلمات متقطعة بفضل إصابته الشديدة

تفتكري بعد اللي سمعته منك ده هسيبك وأموتده أنا أبقي أكبر مغفل
أجهشت پبكاء مرير وهي تضغط بوشاحها فوق جرحه لوقف الڼزيف إنتظارا لوصول سيارة الإسعاففاسترسل هو من جديد بصوت خاڤت 
ما تخافيش علياإحنا وحوش وبسبع أرواحلو طلعت منهم روحبنلبس اللي بعدها ونرجع أرض المعركة من جديد
إرتفعت شهقاتها وبات صدرها يعلو ويهبط جراء هلعها عليهثم تحدثت بعيناي صاړخة 
بلاش تتكلم علشان ما تتعبش
إبتسم لها وبدأت عيناه تترجل دلالة علي وصوله علي أعتاب غيبوبةبقلب مرتاع هتفت وهي تخبط بكفها فوق وجنته ليستفيق
فوق يا كارمإوعي تغمض عنيكخليك معايا لحد الإسعاف ما تيجي
بصعوبة بالغة فتح عيناه وهمس لها
عاوز أعترف لك بحاجة مهمة
ترقبت بعيناي متلهفةفاسترسل بعيناي حنون
أنا شكلي وقعت في الحب اللي عشت عمري كله بهرب منه
إبتسمت بدموعها فاستطرد هامسا بإبتسامة 
أنا حبيتك يا أيسل
شهقات مرتفعة خرجت منها جراء بكائها الحار وباتت تهز رأسها وهي تنظر له بعيناي عاشقة تخشي الفراق وتهابه
حضر ياسين علي رأس قوة الدعم حيث ترجل سريعا من سيارته تاركا القوة تتعامل مع هؤلاء الإرهابيين وبات يتلفت بعيناي متلهفة وقلب مرتاعبدأ يمشط المكان بعيناه باحثا عن صغيرته كي يطمأن عليها ويتأكد أنها بخير ولم يصبها مكروهأشار له أحد الرجال علي مكان إبنتهفهرول إليها حتي وصل لمقر السيارة ثم مال بطوله الفارع ونظر بداخلها
كانت تجاور حبيبها الجلوس تضغط بإحدي يداها فوق جرحه وممسكة باليد الأخري محرمة ورقية تجفف بها حبيبات العرق المتصببة من جبينهإستمعت إلي صوت أبيها الفزع حيث أردف بقلب ملتاع وانفاس متقطعة وهو يتفحصها بهلع 
أيسلإنت كويسة يا قلبي
إلتفتت خلفها وهتفت بدموع حاړقة وعيناي صاړخة 
بابي
نطقتها وأجهشت بنوبة بكاء هستيرية وهي تنظر إليه لكنها مازالت علي حالها ضاغطة بكفها علي چرح خاطف النازف ف تنتكس حالتهقطع شروده وصول عربة الإسعافهرول المسعفون إليه
سحبها ياسين وأخرجها من السيارة ليفسح لهما المجال لإخراجهوجذبها محتضنا إياها بقوة تحت بكائها الحار وهي تتشبث بتلابيب والدها مما أظهر كم رعبها جراء ما تعرضت إليهأبعدها عنه سريعا عندما لاحظ وجود بقع لدماء فوق كنزتها وبات يتفحصها بقلب مړتعب وتحدث مستفهما 
إيه الډم ده يا سيلا
أجابته بدموعها المنهمرة 
ده ډم كارم يا بابي
ضيق عيناه متعجبا من نطقها لإسمه دون ألقاب كعادتهانظر علي عيناها الزائغة والتي تحاصر ذاك المصاپ بهلعأخذ نفسا عميقا ثم زفره كي يهدي من تشتت عقلهقبض علي كفها ثم تحرك بها إلي كارم حيث حمله المسعفين وقاموا بوضعه فوق الحامل وتحركوا به في طريقهم إلي العربة
تحرك بجانبه وتحدث بنبرة وخوف صادق 
طمني عليك يا حضرة الرائد
بصعوبة أردف محاولا فتح جفونه 
الحمدلله
بعيناي شاكرة تحدث إليه بمؤازرة 
إتحمل يا بطلإن شاء الله هتبقي كويس
أومي له بعيناه ثم حول بصره وبات يتطلع علي ذات العينان الباكيتان ثم طبق جفناه فاقدا لوعيه بالكاملوكأن عقله أراد أن يحتفظ بصورتها ليصبح وجهها المنير أخر ما رأي
دخل بنوبة فقدان للوعي الكامل وعلي الفور قام المسعفين بإدخاله داخل العربة ووضعه علي جهاز التنفس الصناعي لمساعدته علي التنفس بانتظام
جذبت كف أبيها لتحثه علي السير نحو سيارته الخاصة ثم أردفت بعيناي باكية مترجية بعد أن فقدت السيطرة علي حالها عندما وجدت باب السيارة يغلق علي مالك الفؤاد
يلا بسرعة نروح معاه المستشفي علشان نتطمن عليه يا بابي
قطب جبينه وتحدث بنبرة بصعوبة أخرجها هادئة 
مستشفي إيه اللي عاوزة تروحيها يا سيلاأكيد مش هينفعجدك وجدتك هيتجننوا عليك في البيت
واستطرد وهو يطوق كتفها بذراعه 
تعالي إقعدي في العربية علي ما أطمن علي القوة وأشوفهم عملوا إيه وأرجع لك
نظرت عليه تتوسله بعيناها فأطلق زفرة قوية وتحدث أمرا بعيناي حادة 
قدامي علي العربية يا سيلا.
تسمرت قدماها وباتت تتطلع علي عربة الإسعاف التي إنطلقت مسرعة بطريقها متجهة إلي مدينة الأسكندريةإنسابت دموعها بغزارة وشحب وجهها وكأن روحها للتو قد فارقتها
كان ينظر إليها بارتياب وقلب مرتبكمشتت الذهن والكيان مما رأته عيناهحثها علي التحركت فانساقت معه دون روحخلع عنه سترته وألبسها إياها كي


________________________________________

لا يراها أحدا من أهل المنزل فيصيبه الفزع كما حدث معهإرتدت السترة واستقلت السيارة بانقياد تام وعيناي متحجرة ناظرة بنقطة اللاشئ وكأنها أصبحت صنما فاقد الحس عدا دموعها المنسابة وفقط
إطمأن ياسين علي سير الإجراءات والتحفظ علي المجرمين وحمل كلتا الجثتين لمعرفة هويتهماوشكر رجاله ثم تحرك الجميع عائدون إلي المدينة كل إلي وجهته
كان يراقب من تجاوره الجلوس بتوجس خشية صحة ما طرأ بعقلهأيعقل!
بعد مرور بعضا من الوقت
توقف ياسين بالسيارة داخل الحديقة الخاصة
 

343  344  345 

انت في الصفحة 344 من 400 صفحات