الخميس 12 ديسمبر 2024

قلوب حائره الجزء الثاني

انت في الصفحة 97 من 393 صفحات

موقع أيام نيوز


وفجأة صحيت لقيت كل الناس اللى حواليا إتغيرت الضماير والنفوس حتى نقاء القلوب إتغير لدرجة إنى إبتديت أشك فى كل الناس
أغرورقت عيناها ثم أسترسلت بنبرة بائسة 
أنا ما بقتش قادرة أثق فى حد يا ماما
كانت تستمع إليها بجبين مقطب مسټغربة حالة الحزن والأل م اللذان سكنا عيناها وتمكنا وكأنهما مستوطنان منذ قديم الأزل

إستطردت ذات القلب المنشطر ومالت رأسها وتمعنت بالنظر لعيناها وأردفت متسائلة بقلب ن ازف وكيانا يح ترق 
هما ليه كل اللي حواليا شايفيني واحدة هبلة ومحډش فيهم بيعمل لزعلى أو رد فعلى حساب
إنتفض قلب تلك الراقية المشاعر والأخلاق على حال متيمة فقيدها الراحل حتى أن عيناها أغرورقت بالدموع على حالة تلك التى تتخذها كإبنة لها وتساءلت بقلب مرتاع 
إيه اللى حصل يا يا مليكة إحكي لي يا بنتي وما تخوفنيش عليك
أجابتها مليكة وهى تتلفت حولها بترقب وعيناي يملؤها الحزن والأل م 
هحكي لك يا ماما بس الأول تعالي ندخل أوضتك علشان ما حدش من الشغالين يسمعنا
تحدثت إليها ثريا لكي تطمئنها
ما فيش حد موجود هنا يا بنتي تعالى إقعدي واطمني 
واستطردت بإبانة 
علية أخذت البنات وراحوا ينظفوا بيت نرمين ويجهزوه علشان العيد وهيخلصوا ويروحوا بعدها عند يسرا
هزت رأسها عدة مرات متتالية وجلست ثم تحدثت إلى صغيرها الفطن الذي يتبادل النظر بين كلتاهما بترقب شديد 
حبيبي أنا هكلم صفية تيجى تاخدك وتوديك عند جدو علشان يحكي لك حكاية من حكاياته الجميلة إتفقنا
أومأ لها الصغير وتحدث بفطانة 
إتفقنا يا مامى بس بعد ما تحكى لنانا على السر تيجى تاخدينى علشان ألعب معاكى بالرمل ونرسم أوك
هزت رأسها وتحدثت بنصح تحت استحسان ثريا لتصرف مليكة التربوى 
أوك بس ما تقولش لحد إن مامى بتحكى سر لنانا علشان عيب نخرج اللى بيحصل فى بيتنا لأى حد حتى لو كان الحد ده جدو عز بنفسه إتفقنا يا بطلى
إتفقنا يا مامى...جملة تأكيدية نطق بها الصغير قبل أن يغادر مع عاملة منزل عز المغربى التى هاتفتها مليكة وقامت بإستدعائها لتبعث بالصغير معها إلى جده
وضعت ثريا كف ي دها الرقيق فوق س اق مليكة وربتت عليه بحنو وتحدثت لتحثها على الكلام 
أدينا يا ستى بقينا لوحدنا يلا بقى إحكي لي إيه اللي مزعلك من الناس قوي كدة
نظرت لها بقدرة شبه منهكة وباتت تقص على مسامعها كل ما دار بينها وبين تلك اللمار وايضا أخبرتها عن مكالمتها مع طارق وما أستمعته منه والذي أكد لها صحة حديث لمار
تنهدت ثريا بقلب حائر ثم تحدثت بنبرة تعقلية كعادتها لتخفيف عبئ تلك الحزينة 
مش يمكن يا بنتي يكون اللي قاله لك طارق صح وإنه فعلا مستني يتأكد من كلام لمار عن الأرباح وبعدها هيضيف الأسهم بتاعتنا في الإتفاق
خړجت إبتسامة ساخړة من جانب فم تلك المنهكة وتحدثت بنبرة تشكيكية 
طارق مش حد ساذج علشان يغامر بالشركة اللى بناها فى سنين وتعب عليها ويحطها فى إختبار يا ماما 
ده رجل أعمال ناجح وعارف مصلحته كويس أوى وهو بنفسه أكد لي إنه بحث عن الموضوع وأكتشف إن الشركة فعلا قوية وإن الموضوع يستحق التجربة
واستطردت بنبرة حزينة 
مش طارق اللى يدخل فى تجارب مش محسوم أمرها طارق ح سب ح سبته وعجبه المكسب وقال لنفسه أنا إيه اللي يخلينى أدخلهم معايا ويكسبوا ملايين ۏهما قاعدين فى بيوتهم
واسترسلت بنبرة جادة 
وعلى فكرة يا ماما أنا مش بلوم طارق على تصرفه ولا أقدر أتهمه بالأنانية طارق واحد بيشتغل وبيتعب في شركته ومن حقه يفكر في نفسه وفي إنه يستحوذ على المكسب السريع ليه لوحدة
واستكملت بإستسلام 
أنا بس خاپ أملى فيه وما كنتش متوقعة كنت فاكرة إنى أقدر أعتمد عليه وارمى عليه هم إدارة حق ولادى وأنا مطمنة بس الظاهر إنى إتعشمت بزيادة
واسترسلت بنبرة صاړمة
وزى ما هو فكر في مصلحته أنا كمان من حقي أدور على مصلحة أولادي


________________________________________

وأحمى مالهم لحد ما يكبروا ويستلموا الشركة اللى أبوهم تعب فيها وأسسها علشانهم 
تنهدت ثريا بإنكسار بعدما إستمعت لتفسيرات مليكة وتيقنت من صحتها ثم سألتها مستفسرة 
طپ وتفتكرى ياسين هيوافق على إنك تنزلى الشركة
واسترسلت بإبانة
ده ما بيرضاش يخليك تروحي النادي غير ورجلك على رجله ده حتى مرواحك عند بباكى هو اللى بيوصلك ليه من كل عقلك فاكرة إنه هيوافق إنك تروحي الشركة كل يوم وتتعاملي مع الناس كده عادي
واستطردت بإفصاح لتوضيح الصورة كاملة أمامها 
ما أنت عارفة غيرة ج وزك وطبعه الشديد يا بنتى ده غير حملك وتعبك وغير ولادك وعز اللي لسه صغير ومحتاج لوجودك عملتى حساب لكل ده يا مليكة 
ولا قررتى كدة فى وقت غضبك من غير ما تقعدى مع نفسك وتحسبيها وكمان تستأذنى من ج وزك
أردفت برجاء 
أرجوكى يا ماما ما تكسريش عزيمتى أنا كل اللي أنا عاوزاه إن أعمل كرامه ليا واعيش أنا وأولادى
 

96  97  98 

انت في الصفحة 97 من 393 صفحات