براء
و تذكرت أن هذا هو الرجل نفسه الذي كان في بيت مي الذي كانت سوف تبيعها له من أول نظرة عرفها هذا الرجل و تذكرها جيدا لذلك أبتسم بمكر انتفضت براء من مكانها و اتجهت اليها فاطمه لتقول براء بدموع
خلي كله يخرج مش عايزه غيرك جمبي
اقترب منها خالد بقلق و قال
حصلك إيه طيب طمنيني عليكي
خالد بعد أذنك سيبني دلوقتي
اقترب هذا الرجل الماكر من براء و قال
بس أنا حاسس اني شوفتك قبل كده
صړخت براء
قولت اطلعوا و سيبوني
خرج الجميع من الغرفة و بقت فاطمه بجانب براء بقلق و انتظرتها حتي تتكلم تنهدت براء بتعب لتقول فاطمه
في مصېبه
مصېبة ايه
مين الراجل اللي مع خالد ده
ده أبوه
لا في واحد تاني
أيوه ده واحد من قرايب أبوه انا شايفه أن ملهاش لازمه مجيته بس مش مشكله ضيف و نكرمه برضو
فاكرة اللي حصلي من سبع سنين و البنت اللي أسمها مي اللي كانت عايزه تبيعني لراجل غريب لما لقيتني في الشارع لوحدي
أيوة طبعا فاكره بس ده علاقته إيه مش فاهمه
ده الراجل اللي كانت هتبيعني ليه ده الراجل يا ماما
انتفضت فاطمه من مكانها بفزع و قالت
قريب خالد أنت متأكده
يادي المصېبه طب و هو خالد يعرف الموضوع اللي حصل ده اصلا
لا طبعا
و أنت هتعملي ايه دلوقتي أكيد هتلغي الجوازة ده لو أهله عرفوا هتبقي ڤضيحه
صمتت براء لفترة و قد عرفت فاطمه أنها تفكر بشيء ما فقالت
أنت بتفكري في ايه
هقولك كل حاجه بس لما نروح
باتي هنا النهاردة عشان نتأكد من صحتك
لا عايزه اروح ناديهم
اللي يريحك يا بنتي
في الخارج كان يقف هذا الرجل في إحدى الزوايا بهدوء حتي اتجه اليه والد خالد و كان هذا الرجل هو إبن عمه و كان في العقد الخامس من عمره قال والد خالد
مش مشكله النصيب بس اشمعنا البنت دي اللي إبنك مصمم عليها
بيحبها يا سيدي و هي شكلها غلبانه يعني و اهلها ناس محترمين
محترمين
قال تلك الجملة ثم ضحك بشده لينظر له والد خالد بتعجب ثم قال
مالك في أيه
لا مفيش بس بلاش تثق
في حد كده دور ورا البت دي يمكن
تلاقي حاجه
أيه اللي بتقوله ده يا ماجد بقولك أهلها ناس محترمين
سرح ماجد للحظات ليقول في نفسه
البت دي جبانه لدرجه انها مش ممكن تقول هي شافتني فين قبل كده بس أنا مش جبان زيها و مش هخلي خالد ياخدها يا عالم دي وراها إيه تاني
براء عايزه تخرج و تروح البيت خالد
نعم
براء عايزه تشوفكم قبل ما تتحرك اتفضلوا
دخل الجميع الي الغرفة مرة أخرى ليجدوا براء قد جلست مكانها على السرير بشكل ثابت أكثر أبتسمت لهم بصعوبه و قالت
أنا آسفه جدا على اللي حصل النهاردة مكنتش أعرف إني هتعب كده
قالت والدة خالد
لا متقوليش كده المهم أنك بخير و بس
طيب عشان كده أنا عايزه اعزمكم بكره عندنا والكلام اللي متقالش النهاردة يتقال بكره
أبتسم والد خالد و قال
قومي بالسلامه و متشليش هم حاجه
قال جمال بابتسامة
الله يخليك يا حاج بس بجد هنستناك بكره
صمتت للحظات ثم قالت محدثا ماجد
و الدعوة دي لحضرتك أنت كمان يا أستاذ
ماجد
أستاذ ماجد هستني حضرتك بكره
نظرت لها فاطمه بتساؤل و لم تعرف ما يدور برأسها و لكن لم يكن أمامها إختيار غير أنها تنتظر إلى الغد
مهلا لحظة ما الذي جاء بي إلى هنا ألم أكن في بيتي مستلقي على سريري أين أنا
كانت تلك الكلمات التي قالها يامن عندما وجد نفسه في إحدى الشارع ليلا نظر حوله بتعجب حتي وجد فتاه تسير بجانبه و لكنها لا تنظر إليه تسير بهدوء وبتعب ولا تلتفت حولها و كانت يديها الاثنتان ملفوفين بضماد أتجه إليها يامن وقال
يا آنسه بعد اذنك أحنا فين هنا
وقفت الفتاة مكانها ولكنها لم تلتفت إليه وقالت
معقول مش عارف إحنا فين بص حواليك كويس
أنا مش شايف غير بيوت مكسره و يافتات كتير غلط مش فاهم منها حاجه ده خړاب
أبتسمت الفتاه وقالت
فكرت يا ترا إيه اللي خرب البيوت دي ولا إيه اللي كسر كل حاجه
ده إيه علاقته بكلامنا
أنا هقولك لولا اليافتات اللي قدامك دي كان الناس هتفضل محتفطة بالصح اللي هيفضل بيتهم بيه قايم لكن اليافتات الغلط والكلام اللي فيها عمل سوء تفاهم بين الناس و اتقسموا ما بين الصح و الغلط لحد ما كل بيت بقى فيه طرفين واحد صح و التاني غلط وقامت حرب خلصت بالدمار ده و زي ما أنت شايف مين اللي انتصر في الآخر
أنا مش فاهم حاجه أنت مين طيب وأيه اللي حاصل في ايدك ده
ما تشوف بنفسك
مش فاهم أشوف ايه
مدت تلك الفتاة يدها الي يامن وقالت
فك الضماد اللي
موجود على أيدي وشوف چرحي
أمسك يامن يد الفتاه بحذر وفك الضماد لينصدم مما يراه و في تلك اللحظة ظهرت براء في رأسه لينظر إلى تلك الفتاه سريعا ويقول
ايه ده
ده كلام الناس اللي زي السكاكين في كل حتة مني چرح زي ده بأسم مختلف زي ما كان الناس بتسميني فك ضماد أيدي التاني
أمسك يامن يدها الأخرى و فك ضمادها بسرعه ليجد الوشم تلك المره بأسمه هو أيضا نظر يامن الي تلك الفتاة و صمت لتدير هي وجهها إليه و كانت تلك الفتاة هي براء كان وجهها شاحب و ملامحها متعبه وقالت له
أنت چرحي يا يامن أنا اتعايرت بسبب الملجأ وده كان في كفه لكن كسرك ليا كان في كفه تانيه أنا كل يوم بسبب حبي وكرهي ليك في نفس اللحظة اللي بقول فيها أنا بكرهك بلاقي قلبي بيدق عشانك برضو في أصعب لحظات حياتي كنت بنادي عليك تكون جمبي وأنت مسمعتش
نظر لها يامن وقد تكونت بعض الدموع في عينيه وقال
صدقيني كان ڠصب عني أنا طول السنين دي مش عارف أعيش بسبب الچرح اللي سببتهولك أنا آسف أرجوكي ارجعيلي وأنا هعوضك عن كل اللي فات
أبتسمت براء بحزن و أدارت وجهها مرة أخرى حتى تنظر أمامها وسارت في طريقها نادى يامن عليها
براء أرجوكي بلاش تكوني قاسيه كده قولتلك أنه كان ڠصب عني
ألتفتت براء إليه وقالت
عندك حق أنا بقيت قاسيه البركة فيك
ظل يامن ينظر إليها و كذلك هي حتى أتت سيارة و صدمت ببراء بقوة لېصرخ يامن
براااء
الفصل التاسع
براااء
صړخ يامن وانتفض من مكانه ليفيق من نومه بفزع كان
يعرق بشدة وكأنه كان في سباق للجري نظر حوله بعدم تركيز و كأنه يبحث عنها بجانبه و كان يتنفس بسرعة لتدخل عاليا والدته على صوته أردفت
في إيه سمعتك بتصرخ أنت كويس
نظر لها يامن بعدم تركيز و قال بسرعه
اه كويس بعد أذنك اطلعي و سيبيني
لا طبعا
لازم أطمن عليك
ارتفعت نبرة صوت يامن قليلا ليقول پحده
قولت بعد أذنك اطلعي و سيبيني
نظرت له عاليا للحظات ثم خرجت من الغرفة و تركته ظهرت بعض الدموع في عينيه ووضع وجهه بين كفيه وقال بدموع
أنا عارف إني جرحتك واستاهل العقاپ و أكبر عقاپ ليا اللي أنا فيه دلوقتي أنا قلبي مش مطمن حاسس أنه فيكي حاجه يا براء حاسس إنك في مشكلة وأنا حتى مش عارف أوصلك
زفر بضيق و لاحظ أن نور الشمس قد اخترق نوافذ غرفته و رن المنبه لينهض من مكانه ويستعد ليومه
ليلة أمس خرجت براء من المستشفى ورجعت إلى بيتها بصمت و رفضت أن تقول لفاطمه ما يدور برأسها و قد طلبت من فاطمه أن توعدها أن ها مهما فعلت سوف تظل تدعمها وقد وعدتها فاطمة بذلك و لكن قلقها قد زاد و في اليوم التالي أتت الممرضة التي تعمل بإحدى المستشفيات القريبة من بيت براء حتي تغير الضمادات التي تحمي چروح براء بسبب وقوعها على الزجاج و بعد أن رحلت الممرضة جهزت براء نفسها حتي تخرج من البيت و قد منعتها فاطمة
انت رايحه فين
مشوار صغير و راجعه
الناس على وصول يا براء
عارفه و مش هتأخر متقلقيش
ثم تخطتها و خرجت من المنزل و بعد ساعات وصل خالد و أهله و كذلك ماجد رحب بهم جمال و كذلك فاطمه و جلسوا سويا و أخذهم الحديث حتي وصلت براء الي المنزل و دخلت عليهم نظرت لها والدة خالد بتساؤل و قالت
ايه ده هو انت كنت برا أنا بحسبك بتجهزي نفسك
لا يا طنط كان عندي مشوار مهم كان لازم اعمله
طب ليه تتعبي نفسك لما تخفي خالص أبقي شوفي اللي وراكي
كان نفسي بس مينفعش أنا اسفه لو اتأخرت عليكم
لا يا حبيبتي مفيش حاجه حمدالله علي السلامة
أبتسمت براء وجاءت لتجلس على إحدى المقاعد و لكن والدة خالد قالت
لا تعالي اقعدي جمبي كده أنا امبارح مشوفتكيش كويس
أبتسمت براء و ذهبت لتجلس بجانب والدته و تحدثوا سويا و كان ماجد ېختلس النظر عليها و كذلك هي كانت تنظر له بابتسامه خفيه و نظرات غير مفهومه تعجب هو منها و بعد لحظات دق باب المنزل بقوة ليفزعوا جميعا و قال خالد
خير يا عمي انتم مستنين حد و حتي لو بيخبط كده ليه
لا يا ابني
نهضت براء من مكانها و ذهبت لتفتح الباب و بمجرد أن فتحته انتشر العساكر في جميع أنحاء المنزل
نهض ماجد من مكانه بفزع و قال
بوليس
خرج يامن من بيته و أتجه الي شركته جلس في مكتبه للحظات ثم نهض و اتجه الي مكتب كريم لتمنعه السكرتيره الخاصة بمكتب كريم نظر لها يامن بتساؤل و قال
هو إيه اللي ممنوع أنت اټجننتي
أنا أسفه جدا والله بس دي أوامر مستر كريم
وأنا ميهمنيش الكلام ده وسعي من قدامي
تحركت السكرتيرة من أمامه بتوتر و دخل هو الي المكتب ليجد كريم جالس علي مكتبه و أمامه المحامي الخاص به و الذي يدعى ياسر نظر له يامن بتعجب
أنت قولت للسكرتيره إني مدخلش هو في إيه
نهض كريم من مكانه بسرعه و أتجه اليه
مفيش حاجه يا يامن أنا كنت بناقش ياسر في حاجه مهمه و مكنتش عايز حد يزعجنا
و هو أنا من أمتي كنت مصدر إزعاج ليك
مش قصدي يا يامن خلاص متكبرهاش أنت كنت عايز حاجه
لا كنت جاي اطمن عليك بس مش
مشكله شكلك مش فاضي دلوقتي
هخلص مع ياسر و هعدي عليك
تمام يا كريم
قال تلك الجملة ثم خرج من المكتب و بداخله إحساس غريب أن كريم يخفي عنه شيئا ما كريم صديقه الوحيد و الذي بمثابة أخيه أنه